قال في الكبير: وكذا رواه الطبرانى في الأوسط, الجميع من حديث محمد ابن معاوية النيسابورى عن الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن مرثد عن عقبة، قال الهيثمى: فيه محمد بن معاوية النيسابورى ضعفه الجمهور، وقال ابن معين: كذاب وبقية رجاله ثقات اهـ. وقال ابن حجر: رواه ابن عدى من وجهين ضعيفين، وهو من أحدهما عن الطبرانى والدارقطنى اهـ. وفي الميزان: محمد بن معاوية كذبه الدارقطنى وابن معين وغيرهما، وقال مسلم والنسائى: متروك، ثم أورد له هذا الخبر وقال: هذا منكر جدًا، تفرد به ابن معاوية، وقال ابن معين: لا أصل لهذا الحديث، ومن ثم أورده ابن الجوزى في الموضوعات وتعقبه المؤلف بأن له متابعات في مسند الشهاب.
قلت: فيه من عجره وبجره أمور، الأول: قوله: وكذا في الأوسط, يوهم أنه ما أخرجه إلا فيهما، مع أنه أخرجه في الثلاثة (١) كما عزاه له الحافظ الهيثمى الذي نقل الشارح كلامه.
الثانى: قوله: الجميع من حديث محمد بن معاوية إلى آخره كلام مضحك، فكأنه نزل الكتابين الذين هما لرجل واحد منزلة رجال متعددين.
الثالث: قد حرف كلام الهيثمى وحذف منه وزاد فيه، ولفظه: رواه الطبرانى في الثلاثة، وفيه محمد بن معاوية النيسابورى وثقه أحمد وضعفه أكثر الناس، قال يحيى بن معين: كذاب اهـ.
فحذف منه قوله: وثقه أحمد، وزاد فيه: وبقية رجاله ثقات.
الرابع: قوله: وقال ابن حجر: رواه ابن عدى من وجهين. . . إلخ عجيبة من العجائب، فالحافظ ما ذكر هذا الحديث ولا تكلم عليه، وإنما تكلم على
(١) انظر المعجم الكبير (١٧/ ٢٨٥، رقم ٧٨٦)، والصغير (١/ ٢٦٧، رقم ٤٣٩).