التي يرجع إليها في الكلام على الأحاديث، وهذا الحديث ذكره الحافظ في اللسان في ترجمة عبد اللَّه بن يحيى بن موسى السرخسى من عند الحاكم في التاريخ, والمصنف عزاه إلى ابن عساكر، فقد يكون ابن عساكر خرجه من هذا الطريق وقد يكون خرجه من طريق آخر ليس فيه عبد اللَّه بن يحيى المذكور، وذلك السر في كونه عزاه إلى ابن عساكر المتأخر دون الحاكم المتقدم، والشارح لا يتحرج من مثل هذا، فيلصق سند الحاكم بسند ابن عساكر، وينسب إلى هذا ما في ذاك من الضعفاء ويخلط الخبيث بالطيب، فلذلك سقط الاعتماد على نقله تمام السقوط، وسقط هو من درجة الاعتبار والاعتداد به إلا عند المغتر الذي لم يخبر حالة فيقع في مهاوى الأغلاط الفاحشة.
والمقصود أن الحديث له طرق أخرى، ذكر الحافظ منها في اللسان واحدًا ولم يتعرض له الشارح مع كونه رتب أحاديث الكتاب على الحروف، ومن قبله ذكره الذهبى في الميزان الذي رتبه الشارح أيضًا فقال: روى ابن أبي عمر العدني -يعنى صاحب المسند- قال:
حدثنا عبد القدوس بن حبيب عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعًا:"ما من مسلم يصبح والداه عليه ساخطان إلا كان له بابان من النار، وإن كان واحدًا فواحد".
وهذا بقية الحديث الذي ذكره المصنف مختصرًا، فإن الحاكم في التاريخ خرجه بلفظ:"من أصبح مطيعًا للَّه في والديه أصبح له بابان مفتوحان من الجنة، وإن كان واحدًا فواحد، ومن أمسى عاصيًا للَّه في والديه أصبح له بابان مفتوحان من النار، وإن كان واحدًا فواحد، قال رجل: وإن ظلماه، قال: وإن ظلماه، وإن ظلماه"، وعبد القدوس بن حبيب متروك لا يعتمد عليه أيضًا.