فهذه الطرق كلها تبرئ عبد اللَّه بن يحيى السرخسى الذي جزم الحافظ بأنه آفته، وتبين أن الحديث له أصل أصيل، وأنه غير موضوع، بل ثابت صحيح.
٣٢٩٦/ ٨٤٥٥ - "مَنْ أَصَبَح مِنكُم آمنًا في سِرْبِه مُعَافى في جَسَدهِ عِنَده قُوتَ يَومِه، فكَأنما حيزَتْ له الدُّنيا بِحَذافِيرها".
(خد. ت. هـ) عن عبيد اللَّه بن محصن
قال في الكبير: قال (ت) حسن غريب، قال ابن القطان: ولم يبين لم لا يصح، وذلك لأن عبد الرحمن بن أبي شميلة لا يعرف حاله، وإن قال ابن معين: مشهور، فكم من مشهور لا تقبل روايته، وفي الميزان: سلمة بن عبيد اللَّه قال أحمد: لا أعرفه، ولينه العقيلى، ثم ساق له هذا الخبر، وقال: روى من طريق أبي الدرداء أيضًا بإسناد لين.
قلت: هذا يوهم أن الذي ساق الخبر ولينه هو العقيلى، ومراده الذهبى، فإنه الذي ساقه، ثم قال في حديث أبي الدرداء: وإسناده لين، يشبه هذا.
وحديث أبي الدرداء أخرجه ابن حبان في روضة العقلاء، وأبو نعيم في الحلية [٥/ ٢٤٩]، وأسنده الذهبى في ترجمة سعد الزنجانى من التذكرة من طريق عبد اللَّه بن هانئ بن عبد الرحمن المقدسى عن أبيه عن إبراهيم بن أبي عبلة عن أم الدرداء عن أبي الدرداء به، وقال الذهبى: هذا حديث غريب ما علمت في نقلته جرحًا لكنى لا أعرف هانئًا، وأما المتن فمعروف.
وقال أبو نعيم: غريب من حديث إبراهيم تفرد به ابن أخيه عنه.
ورواه الطوسى في أماليه من هذا الوجه أيضًا.
ورواه هو أيضًا في المجالس ومن قبله حمزة بن يوسف في تاريخ جرجان [ص ٣٦٤] من حديث على عليه السلام.