وهب بن منبه، أورده الذهبى في الضعفاء وقال: ثقة مشهور ضعفه الفلاس.
قلت: كلام [الشارح] كله خبط وتخليط وجهل كما يتضح من وجوه، الأول: أن حديث أبي هريرة غير حديث ابن عباس عرفًا واصطلاحًا، وهو استدرك بحديث أبي هريرة على حديث ابن عباس، ثم أدخل حديثًا في حديث.
الثانى: أنه كذب في قوله: باللفظ المزبور، بل لفظه عند أحمد [٢/ ٣٧١، ٤٤٠]: "من سكن البادية" وقد ذكره المصنف في موضعه من هذا الكتاب وهو حرف "من" مع "السين" كما سيأتى، وهذه الرواية موضعها حرف "من" مع "الباء".
الثالث: أن العزو إلى الكتب الستة وأصحابها مقدم على العزو لأحمد، والشارح دائمًا ينتقد المصنف بهذا بالباطل وهو منتقد بالحق، فإن حديث ابن عباس الذي استدركه وعزاه لأحمد وحده قد خرجه أهل السنن الأربعة أيضًا إلا ابن ماجه، وكذلك فعل المصنف فعزاه لأحمد ولهم كما سيأتى.
الرابع: أنه خلط إسناد حديث ابن عباس بحديث أبي هريرة، فالمصنف أورد حديث ابن عباس وهو نقل عن المنذرى والهيثمى أنهما قالا في أحد إسنادى أحمد: رجاله رجال الصحيح غير الحسن بن الحكم النخعى وهو ثقة، والحسن المذكور إنما هو في سند حديث أبي هريرة الذي ما ذكره المصنف ولا عرج عليه فلا يُعلِّل حديث ابن عباس بمن في حديث أبي هريرة إلا من لا يعرف ما يخرج من رأسه ولا يدرى ما يقول.
الخامس: قوله: وفي سند الطبرانى [١١/ ٥٧، رقم ١١٠٣٠] وهب بن منبه هذا رجوع إلى سند حديث ابن عباس، ثم تخصيصه الطبرانى يفيد أن وهبًا إنما وقع في سنده، والحديث من رواية وهب بن منبه عن ابن عباس عند جميع من خرجه، قال أحمد [١/ ٣٥٧]: