قلت: في هذا عجائب، الأولى: أن هذا الحديث لم يذكره ابن الجوزى في الموضوعات أصلًا.
الثانية: أنه ذكر حديثا بمعنى آخر فيه كلمة: "من بلغه عن اللَّه شيء"، ولكنه مشرق وحديث الباب مغرب، شتان بين مشرق ومغرب، فأسند ابن الجوزى [١/ ٢٥٨] من طريق الحسن بن عرفة في جزئه:
ثنا خالد بن حيان الرقى أبو زيد عن فرات بن سليمان وعيسى بن كثير كلاهما عن أبي رجاء عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن جابر ابن عبد اللَّه مرفوعًا:"من بلغه عن اللَّه شيء فيه فضيلة فأخذ به إيمانًا رجاء ثوابه أعطاه اللَّه ذلك ولم يكن كذلك"، ثم قال: لا يصح أبو رجاء كذاب.
ومن طريق الدارقطنى [٣/ ١٢٥, ١٥٣]:
حدثنا عبد اللَّه بن سليمان بن الأشعث ثنا على بن الحسن المكتب ثنا إسماعيل ابن يحيى ثنا مسعر عن عطية عن ابن عمر مرفوعًا:"من بلغه عن اللَّه فضل شيء من الأعمال يعطيه عليه ثوابًا فعمل ذلك العمل رجاء ذلك الثواب أعطاه اللَّه ذلك الثواب وإن لم يكن ما بلغه حقًا"، ثم قال: إسماعيل كذب.
ومن طريق ابن حبان في الضعفاء [٣/ ١٥٣]:
ثنا أحمد بن يحيى بن زهير ثنا أحمد بن يحيى الأزدى ثنا الهيثم بن خارجة ثنا بزيع أبو الخليل عن محمد بن واسع وثابت عن أبان عن أنس مرفوعًا:"من بلغه عن اللَّه أو عن النبي فضيلة كان منى أو لم يكن فعمل بها رجاء ثوابها أعطاه اللَّه ثوابها"، ثم قال: بزيع متروك.
فهذا ما أورده ابن الجوزى، وهو كما ترى بعيد عن حديث الباب لا ارتباط له به إلا في بعض الألفاظ.
الثالثة: أن المصنف لم يقره كما قال الشارح، بل تعقبه بأن لحديث أنس طرقًا أخرى، ثم أتى بها من عند أبي القاسم البغوى في معجمه ومن عند ابن