الأشدق، قال في الكاشف: قال النسائى: ليس بالقوى، وقال البخارى: منكر الحديث.
قلت: فيه أمران، أحدهما: أن هذا الرجل وهو موسى بن سليمان الأشدق غير موجود في سند الحديث، قال أبو داود [٣/ ٩٣، رقم ٢٧٨٧]:
حدثنا محمد بن داود بن سفيان حدثنى يحيى بن حسان أنا سليمان بن موسى أبو داود قال: حدثنا جعفر بن سعد بن سمرة بن جندب حدثنى خبيب بن سليمان عن أبيه سليمان بن سمرة عن سمرة بن جندب به.
فموسى بن سليمان هذا كنيته أبو داود، والأشدق الذي ذكره الشارح كنيته أبو أيوب ويقال: أبو الربيع ويقال: أبو هشام وهو شامى دمشقى، وهذا المذكور في السند كوفى أصله خراسانى، والأشدق متقدم تابعى يروى عن الصحابة، وهذا أحضر منه يروى عن الزهرى.
ثانيهما: أن الأشدق ثقة إمام الشام في عصره ولا يضره مثل ما نقله الشارح عن النسائى والبخارى، وكأن الشارح لبعده عن الفن ظن أنه لا يصح الحديث أو يحسن حتى يكون راويه مبرأ لم يقل فيه شيء ولو كان الأمر هكذا لما صح في الدنيا حديث أصلا، فلو اقتصر الشارح في شرحه هذا على نقل كلام الناس دون الانفراد لكان أستر لمنصبه وأبعد عن فضيحته، إذ لو سلم للحافظ المصنف العارف بالفن حكمه بالحسن لكان بعيدا عن الوقوع في مثل هذه المهاوى.