ثالثهما: أن ما ذكره في صالح بن معاذ كلام غير معقول ولا مفهوم، وهو محرف عن كلام الحافظ الهيثمى، ونصه المبين لهذه الأوهام قوله: وعن عمر بن الخطاب قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "من أظل رأس غاز أظله اللَّه يوم القيامة يوم لا ظل إلا ظله، ومن جهز غازيا حتى يستقل كان له مثل أجره".
روى ابن ماجه طرفا من آخره، رواه أحمد وأبو يعلى والبزار وصالح بن معاذ شيخ البزار لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات، وإسناد أحمد منقطع، وفيه ابن لهيعة اهـ.
رابعها: أن ابن ماجه -الذي اقتصر المصنف على العزو إليه- ليس عنده هذا الرجل، فأى وجه لذكره؟.
قال ابن ماجه [٢/ ٩٢١، ٩٢٢، رقم ٢٧٥٨]:
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا يونس بن محمد ثنا ليث بن سعد عن يزيد بن عبد اللَّه بن الهاد عن الوليد بن أبي الوليد عن عثمان بن عبد اللَّه بن سراقة عن عمر بن الخطاب به.
قال البوصيرى في الزوائد: إسناده صحيح إن كان عثمان بن عبد اللَّه سمع من عمر بن الخطاب، فقد قال في التهذيب: إن روايته عنه مرسلة اهـ.
قلت: هو ابن بنت عمر -رضي اللَّه عنه-، وهو لم يدركه، فيحمل على أنه سمعه من أمه وأهل بيته.