ورواه عنه أيضًا ابن ماجه، قال الحافظ العراقى: بسند حسن، فما أوهمه صنيع المصنف أنه لم يخرجه أحد من الستة غير جيد، وممن خرجه لابن ماجه الديلمى وغيره.
قلت: فيه أمور، الأول: قوله: إسناده حسن مع ذكره في الكبير وجود وضاع وضعيفين في إسناده من التناقض الغريب والكلام المضطرب المتهافت.
الثانى: أن محمد بن عبد اللَّه الأنصارى الموجود في سند الحديث هو محمد ابن عبد اللَّه بن المثنى الأنصارى ثقة من رجال الصحيح، والذي ذكره الشارح وألصقه بهذا الحديث هو محمد بن عبد اللَّه الأنصارى أبو سلمة الكذاب الوضاع الذي لم يرو له أحد من الستة.
الثالث: قال الذهبى هلال بن جبير عن أنس بن مالك مقل لا يكاد يعرف، وذكره ابن حبان في الثقات [٥/ ٥٠٥]، وقال: إن كان سمع من أنس، وقد روى عنه اثنان اهـ. فهذا كلام الذهبى لا ما نقله الشارح.
الرابع: لفظ الحديث عند ابن ماجه [٢/ ٧٢٦، رقم ٢١٤٧]: "من أصاب من شيء"، وقد ذكره المصنف سابقا في حرف "من مع الهمزة" وعزاه لابن ماجه، فبدلا من أن يتعب الشارح نفسه بمراجعة الديلمى والعراقى كأن يراجع المتن المشروح له حيث إنه لا يحفظ فيعرف أن المصنف عزاه لابن ماجه.
ثم إن الحديث خرجه أيضًا القضاعى في "مسند الشهاب"[١/ ٢٣٨، رقم ٣٧٥] الذي رتبه الشارح على الحروف، فما أدرى كيف ذهل عنه؟!
وأخرجه أيضًا الدولابى في الكنى عن شيخ ابن ماجه فيه، وهو محمد بن بشار.
وله شاهد من حديث عائشة أخرجه أحمد والبخارى في التاريخ الكبير [٨/ ٢٠٦] وابن ماجه [٢/ ٧٢٧، رقم ٢١٤٨] من حديث نافع، قال: