قلت: الذهبى لم يقل فيه ذلك، بل قال: صدوق موثق، وقال أحمد: ليس بقوى، وروى عبد اللَّه بن أحمد عن أبيه: ليس به بأس كان يتفقه، وقال أبو حاتم والنسائى وغيرهما: ثقة، وقال ابن يونس: كان عالما زاهدا عابدا اهـ.
فهذا الرجل إذا من شرط الصحيح لا من شرط الحسن، وهو متفق على الاحتجاج به، روى له الشيخان والأربعة، ولكن الشارح لبعده عن معرفة الفن يظن أن الحديث لا يحكم له بالحسن فضلا عن الصحة حتى لا يقال في راويه أدنى كلمة جرح، وذلك تقريبا غير موجود في رجال الحديث إلا نادرا جدا.
والمصنف لم يقتصر على الحكم بحسنه لأجل هذا، فإنه من رجال الصحيح كما ذكرت لك، ولكن شيخه الحمصى وشيخ شيخه أبا طالب لا يعرفان، وهذا على ما وقع في مسند أحمد فإنه قال [٥/ ١٥٥]:
حدثنا قتيبة بن سعيد ثنا ليث بن سعد عن عبيد اللَّه بن أبي جعفر عن الحمصى عن أبي طالب عن أبي ذر.
لكن رواه البخارى في الكنى من التاريخ الكبير عن يحيى بن بكير [٨/ ٤٥]: ثنا الليث عن عبيد اللَّه بن أبي جعفرِ عن أبي طالب، بدون ذكر الحمصى بينهما.
وقد ذكر الحافظ في التعجيل أبا طالب عن أبي ذر قال: وعنه الحمصى، ثم قال: كذا رأيته في المسند، ووقع في الكنى لأبي أحمد تبعا للبخارى الجهضمى، ولم يذكر له اسما ولا حالا ولا لأبي طالب، وفي الثقات لابن حبان: أبو طالب الضبعى عن ابن عباس وعنه قتادة، فما أدرى هو هذا أو غيره اهـ.