قلت: البخارى لم يقل في أبي طالب لا الجهضمى ولا غيره، فكأن الحافظ لم يقف على كنى البخارى، وإنما الذي ذكره بـ "الضبعى" هو الدولابى في الكنى وسماه دينارا ثم قال: سمعت العباس بن محمد يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: اسم أبي طالب الذي يروى عنه قتادة "دينار" وفي موضع آخر قال: سمعت يحيى يقول: وقيل أن قتادة يقول: حدثنى أبو طالب الحجام، فقال: نعم هكذا كان يقول: حدثنى أبو طالب الضبعى وكان حجاما اهـ.
قلت: وفي مصنف ابن أبي شيبة عن وكيع عن شبة عن قتادة عن أبي طالب الحجام وكان ثقة عن ابن عباس فذكر حديثا، فالظاهر أنه هو وأن الحمصى تحرف عن الضبعى، والواقع تقديم النسبة على الكنية، فكأنه قال: عن الضبعى أبي طالب فحرف الضبعى بالحمصى وزيدت كلمة "عن" -أعنى في المسند- بدليل سلامة سند البخارى من ذلك.
قلت: هذا من تهور الشارح، فإنه لما رأى المصنف رمز له بعلامة الضعيف قال: وفيه ضعيف، وإلا فهو قد وقف على إسناده في الحلية لأنه عين في الكبير موضعه من الحلية، وحيث أنه وقف على إسناده فلو عرف أن فيه ضعيفا لسماه على عادته، والواقع أن جل رجال سند الحديث لا يعرفون لا بضعف ولا بغيره، قال أبو نعيم [١/ ٧٢]: