قال في الكبير: قال الترمذى: حسن، وقال الحاكم: صحيح، وقال المنذرى: في طرقه كلها مقال: إلا أن طريق أبي داود حسن، وأشار ابن القطان إلى أن فيه انقطاعا، وللحديث عن أبي هريرة طرق عشرة سردها ابن الجوزى ووهاها، وفي اللسان كالميزان عن العقيلى هذا الحديث لا يعرف إلا لحماد بن محمد وأنه لا يصح اهـ.
قال الذهبى في الكبائر: إسناده صحيح رواه عطاء عن أبي هريرة، وأشار بذلك إلى أن رجاله ثقات، لكن فيه انقطاع. . . إلخ.
قلت: فيه خبط وخلط وقلب للحقائق في كلام الحفاظ وتناقض واضطراب يوجب حيرة الناظر فلا يعرف صواب القول من خطئه ولا حقه من باطله، وبيان ذلك من وجوه، الأول: عبارة المنذرى في مختصر السنن، وقد روى عن أبي هريرة من طرق فيها مقال.
والطريق الذي خرج به أبو داود الحديث طريق حسن، فإنه رواه [٣/ ٣٢١, رقم ٣٦٥٨] عن التبوذكى، وقد احتج به البخارى ومسلم عن حماد ابن سلمة، وقد احتج به مسلم واستشهد به البخارى عن على بن الحكم البنانى.
قال الإمام أحمد: ليس به بأس، وقال أبو حاتم الرازى: لا بأس به صالح الحديث عن عطاء بن أبي رباح، وقد اتفق الإمامان على الاحتجاج به، وقد روى هذا الحديث أيضًا عن رواية عبد اللَّه بن مسعود وعبد اللَّه بن عباس وعبد اللَّه بن عمر بن الخطاب وعبد اللَّه بن عمرو بن العاص وأبي سعيد