دهرا وهو صدوق إن شاء اللَّه وله ما ينكر، قال النسائى: أنكروا عليه حديثه عن مكى عن مطرف بن معمر عن ثابت عن أنس عن عمر مرفوعًا: "من سب العرب فأولئك هم المشركون"، مطرف وثق اهـ.
ثم لما نقل الحافظ هذا في اللسان قال: وقد تقدم هذا الحديث في ترجمة مطرف وحكم عليه المؤلف بالوضع، وما ذكر من وثق مطرفا، وقد ذكرنا بالظن أن ابن حبان ذكره في الثقات، وأما معمر فذكره أيضًا ابن حبان في الثقات اهـ.
قلت: ونسى الحافظ أنه جزم بثقته، وأنه هو الذي ذكره ابن حبان في الثقات، ووثقه أيضًا ابن معين وغيره، والمقصود أن من طعن في الحديث فإنما يطعن ليه بالوهم ويرجم بالظن لاستبعاده معنى الحديث وذلك باطل، بل الحديث صحيح لا غبار عليه ورجاله ثقات كلهم.
وقد أخرجه أيضًا الخطيب في "التاريخ"[١٠/ ٢٩٥] عن شيخه على بن أحمد الرزاز عن أبي القاسم عبد الرحمن بن محمد بن خالد بن متويه البلخى وكان ثقة:
حدثنا أبو شهاب معمر بن محمد العوفى به، فرجاله كلهم ثقات، فلا معنى للقول بضعفه فضلا عن نكارته ووضعه مع النقل والعقل يشهدان له، فقد روى أحمد [٥/ ٤٤٠، ٤٤١] والترمذى [٥/ ٧٢٣، رقم ٣٩٢٧] وحسنه، والحاكم [٤/ ٨٦، رقم ٦٩٩٥] وقال: صحيح الإسناد من حديث سلمان الفارسى -رضي اللَّه عنه- قال: قال لى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "يا سلمان لا تبغضنى نتفارق دينك، قلت: يا رسول اللَّه كيف أبغضك وبك هدانى اللَّه؟ قال: تبغض العرب فتبغضنى". فهذا حديث ثابت يخبر فيه النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أن