قال في الكبير: قضية تصرف المصنف أن ذا مما تفرد به مسلم عن صاحبه، وهو وهم، فقد خرجه البخارى في الرقاق.
قلت: البخارى خرج حديث جندب لا حديث ابن عباس، وهما في عرف أهل الحديث حديثان، فلو كان المصنف جاهلا بالفن وعزا الحديث إلى البخارى ومسلم لأتى بأعجوبة، وكان من الكاذبين، نعم كان في إمكانه أن يرمز له بعد ابن عباس بعلامة البخارى عن جندب كما يفعل كثيرا، لكنه لم يفعل هنا، فكان ماذا؟
قال البخارى [٨/ ١٣٠، رقم ٦٤٩٩]:
حدثنا مسدد ثنا يحيى عن سفيان حدثنى سلمة بن كهيل وحدثنا أبو نعيم ثنا سفيان عن سلمة بن كهيل قال:"سمعت جندبا يقول: قال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: من سمع سمع اللَّه به ومن يرائى يراءى اللَّه به".
رواه أيضًا مسلم [٤/ ٢٢٨٩، رقم ٢٩٨٧/ ٤٨](١) وأبو نعيم في [٤/ ٣٠١].
وفي الباب عن أبي سعيد الخدرى، قال أبو نعيم في مسند فراس:
ثنا أبو بكر الطلحى ثنا على بن العباس ثنا محمد ابن العلاء (ح)
وثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن محمد بن عقبة ثنا أبو كريب (ح)
وثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد اللَّه بن أحمد حدثنى أبي (ح)
وثنا نذير بن جناح ثنا محمد بن محمد بن عقبة ثنا محمد بن العلاء (ح)