قال في الكبير: وقضيته أنه لم يخرج في أحد الستة والأمر بخلافه، فقد رواه النسائى في الصوم بجملته، والترمذى وابن ماجه مقطعًا في الصوم والجهاد.
قلت: أما النسائى فلم يخرجه أصلًا في السنن الصغرى -الذي هو أحد الكتب الستة- لا مجموعًا ولا مقطعًا، وإنما روى الشطر الثانى وحده في كتاب الجهاد [٦/ ٤٦]، وذلك الشطر رواه أيضًا البخارى [٤/ ٣٢، رقم ٢٨٤٣] ومسلم [٣/ ١٥٠٦، رقم ١٨٩٥/ ١٣٥] وأبو داود [٣/ ١١، رقم ٢٥٠٩] والباقون (١)، فكان حقه أن يسخف بذكرهما.
وأما الترمذى وابن ماجه فقد [عزاه] لهما المصنف قبل هذا مباشرة.
(ع. طب. عد. حل. هب) عن ابن عمر (عد) عن ابن عباس وعن جابر (هب) عن أنس
قلت: ذكر الشارح في الكبير أسانيد هؤلاء أو أكثرهم، نقلها من اللآلئ المصنوعة للمصنف، ثم قال: ذكره ابن الجوزى في الموضوعات وتعقبه المصنف فلم يأت بطائل، مع أن كل ما نقله إنما أتى به من عنده، وقد أفردت للكلام على طرق هذا الحديث جزءا مفردًا سميته "نيل الحظوة بقيادة الأعمى أربعين خطوة"، فأغنى ذلك عن الإطالة هنا.
(١) انظر جامع الترمذى (٤/ ١٦٩، رقم ١٦٢٩) وسنن ابن ماجه (١/ ٥٥٥، رقم ١٧٤٦).