قال في الكبير في ترجمة البخترى عن ابن عمر قال: وفيه عبد الباقى بن قانع، قال الدارقطنى: يخطئ كثيرًا، والمعلى بن مهدى قال أبو حاتم: يأتى أحيانًا بالمناكير.
قلت: من عجيب أحوال هذا الرجل أنه يريد أن يستقل بالتصرف في الحديث والكلام على إسناده مع عدم معرفته فيأتى بالطامات، لاسيما مع وقوفه على كلام الحفاظ في الحديث، فهذه الطريق قد ذكرها ابن الجوزى في الموضوعات [٢/ ١٧٤] من طريق الخطيب ثم من طريق عبد الباقى بن قانع:
ثنا خلف بن عمرو العكبرى ثنا المعلى بن مهدى ثنا سنان بن البخترى -شيخ من أهل المدينة- عن عبيد اللَّه بن أبي حميد عن نافع عن ابن عمر به.
ثم قال ابن الجوزى: قوله: عبيد اللَّه بن أبي حميد تدليس، وإنما هو محمد ابن أبي حميد وهو منكر الحديث ليس بثقه اهـ
فترك الشارح هذا وذهب يعلل الحديث بعبد الباقى بن قانع الحافظ صاحب المعجم وغيره، مع أنه لم ينفرد به بل تابعه غيره عن شيخه خلف كما نص عليه الخطيب عقب الحديث، ثم بالمعلى بن مهدى الذي قال فيه الذهبى: هو من العباد الخيرة صدوق في نفسه، وذكره ابن حبان في الثقات.
ثم إن قوله في ترجمة البخترى من الكلام الغث الذي لا فائدة فيه سوى تسويد الورق وانشغال الأفكار والإحالة على ما يتعب، فإن في تاريخ الخطيب نحو تسعة آلاف ترجمة بتقديم التاء، فأى ترجمة وصف صاحبها بالبخترى من هذا العدد الهائل حتى يمكن الرجوع إليها لمن أراد ذلك؟