قلت: الحاكم قد عزاه له المصنف كما ترى فلا وجه لاستدراكه إلا الغفلة، وحيث إنه نقل كلام الذهبى في المهذب وهو اختصار سنن البيهقى، فكأنه أراد أن يستدرك البيهقى فوهم، وأكد وهمه بالنقل عن الذهبى في تلخيص المستدرك.
والحديث خرجه الحاكم في كتاب الإيمان من المستدرك [١/ ٤٤، رقم ١٣٣/ ١٣٣]، وخرجه أيضًا البخارى في التاريخ الكبير [١/ ٤٢٨] في ترجمة أشعث بن ثُرْمُلة، والدولابى في الكنى [٢/ ١٢٦] فيمن كنيته أبو المغيرة وأبو المغلس.
قال في الكيبر: رمز لحسنه، قال الهيثمى: فيه عبد الكريم بن أبي المخارق وهو ضعيف، ثم إن ظاهر صنيع المصنف أن هذا مما لم يتعرض أحد الستة لتخريجه وهو ذهول بالغ، فقد خرجه مسلم في الصحيح عن أبي هريرة بلفظ:"من قتل وزغا محا اللَّه عنه سبع خطيئات".
قلت: عبد الكريم المذكور حسن الحديث، وقد أخرج له أصحاب الصحيح، أما مسلم فلم يخرج الحديث باللفظ [الذي] ذكر الشارح بل قال [٤/ ١٧٥٨، رقم ٢٢٤/ ١٤٦]:
حدثنا يحيى بن يحيى أنا خالد بن عبد اللَّه عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال:"قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: من قتل وزغة في أول ضربة فله كذا وكذا حسنة، ومن قتلها في الضربة الثانية فله كذا وكذا حسنة لدون الأولى، ومن قتلها في الضربة الثالثة فله كذا وكذا حسنة لدون الثانية".