كما قال الحافظ يفيد أنه لم يقف عليه في ابن ماجه وهو الواقع، وليت الأمر وقف عند هذا الحد، بل الطامة أن السند الذي ذكره ليس هو سند ابن ماجه، بل سند العقيلى، فهو الذي قال [٣/ ٤٠]:
حدثنا إدريس بن عبد الكريم المقرى ثنا أبو الربيع الزهرانى ثنا سعيد بن زكريا المداينى. . . إلخ.
أما ابن ماجه فقال [٢/ ١١٤٢، رقم ٣٤٥٠]: حدثنا محمود بن خداش ثنا سعيد بن زكريا القرشى به، والذي أوقعه في هذا أن ابن الجوزى أورد في الموضوعات [٣/ ٢١٥] الحديث من عند العقيلى بسنده المذكور، فقال المصنف عقبه: أخرجه من هذا الطريق ابن ماجه في سننه، والبيهقى في شعبة [٥/ ٩٨، رقم ٥٩٣٠] فلبعد الشارح عن معرفة الفن وقواعد أهله ظن أن قوله: من هذا الطريق يشمل الطريق من أوله إلى آخره، وأن شيخ العقيلى هو شيخ ابن ماجه، ولم يشوش، عليه هذا الظن عطف البيهقى المتأخر عنهما على ابن ماجه أيضًا، إذ لا يمكن أن يكون سند البيهقى هو سند ابن ماجه إلا إذا رواه من طريقه، وهكذا الشارح دائمًا ينقل من كتب المصنف ويكتم ذلك، ثم يظهر الفضل عليه بالتعقب والاستدراك، فيقع في مثل هذه المضحكات.
أما ما نقله عن الحافظ، في الفتح [١٠/ ١٤٠ تحت حديث رقم ٥٦٨٤] فهو كما قال، فإن الحافظ وقع له سهو في عزو هذا الحديث ولفظه، وقد أخرج أبو نعيم في الطب النبوى بسند ضعيف من حديث أبي هريرة رفعه وابن ماجه بسند ضعيف من حديث جابر رفعه:"من لعق العسل ثلاث غدوات" الحديث.
والذي أوقع الحافظ في هذا أن ابن ماجه روى في سننه [٢/ ١١٤٢، رقم ٣٤٥١] عقب حديث أبي هريرة المذكور مباشرة حديث جابر بن عبد اللَّه قال: "أهدى للنبي -صلى اللَّه عليه وسلم- عسل فقسم بيننا لعقة لعقة، فأخذت لعقتى ثم قلت: يا