قال في الكبير: وفيه عند أبي داود عبد اللَّه بن رجاء أورده الذهبى في ذيل الضعفاء وقال: صدوق، قال الفلاس: كثير الغلط والتصحيف. . . إلخ.
قلت: هذه الجملة على قلتها قد أتى فيها [الشارح] بالأوهام الكبيرة، أول ذلك: أن عبد اللَّه بن رجاء المذكور في سند الحديث ليس هو الذي قال فيه الفلاس ما قال بل ذاك الغرانى البصرى، وهذا المكى كما صرح به أبو داود [٣/ ٢٦٢، رقم ٣٤٠٦] والحاكم [٢/ ٢٨٦، رقم ٣١٢٩] وأبو نعيم في الحلية [٩/ ٢٣٦]، وهو ثقة محتج به في صحيح مسلم.
الثانى: أن عبد اللَّه بن رجاء المذكور لم يخرج له أبو داود أصلا.
الثالث: أن عبد اللَّه بن رجاء المذكور وإن قال فيه الفلاس ذلك فهو ثقة من رجال الصحيح احتج به البخارى، وقال ابن المدينى: أجمع أهل البصرة على عدالته.
الرابع: قوله: أورده الذهبى في ذيل الضعفاء، غريب موهم مع أنه في الميزان.
الخامس: قوله: وفيه عند أبي داود، يوهم أنه ليس في سند الحاكم، والواقع أنه عند الجميع.