٣٥٥٠/ ٥٩٩١ - "المؤمِنُ هَينٌ لَينٌ، حتى تَخَالَه من اللينِ أحَمقَ".
(هب) عن أبي هريرة
قال في الكبير: رواه البيهقى من طريق يزيد بن عياض عن صفوان عن الأعرج عن أبي هريرة، فظاهر صنيع المصنف أن مخرجه خرجه وأقره والأمر بخلافه، بل تعقبه بقوله تفرد به يزيد بن عياض وليس بقوى، وروى من وجه صحيح مرسلا.
قلت: فيه أمور، الأول: أن يزيد بن عياض رواه عن الأعرج مباشرة بدون واسطة صفوان -الذي هو من زوائد الشارح وقد أخرجه الثقفى في الثقفيات، والمخلص في فوائده، كلاهما من طريق أنس بن عياض عن يزيد بن عياض عن الأعرج عن أبي هريرة، قال الطبرانى في مكارم الأخلاق:
حدثنا مسعدة بن سعد العطار المكى ثنا إبراهيم بن المنذر ثنا محمد بن عمار المؤذن عن سعيد المقبرى عن أبي هريرة به.
الثانى: الكذب على صنيع المصنف، لأنه رمز له بعلامة الضعيف كما يرمز لأسماء المخرجين، لأنه لا ينقل كلام الناس على الأحاديث.
الثالث: أنه أقر البيهقى على تفرد يزيد بن عياض به، وقد ذكرنا له طريقا آخر عن أبي هريرة، وكذلك إقراره على قوله: وروى من وجه صحيح مرسلا، يوهم أنه لم يرد موصولا من وجوه أخرى، مع أنه ورد موصولا أيضًا من حديث ابن عمر، وعلى بن أبي طالب، وأنس بن مالك وغيرهم، وقد ذكرتها في وشى الإهاب.
أما المرسل المذكور، فقال ابن المبارك في الزهد:
أخبرنا سعيد بن عبد العزيز عن مكحول قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "المؤمنون هينون لينون كالجمل الأنف الذي إن انقيد انقاد، وإن أنيخ على صخرة ناخ".