الناس، والذهبى إنما أورده في الضعفاء بالتزامه إيراد كل من تكلم فيه بحق أو بباطل فأورد كثيرا من الحفاظ أمثال الباغندى، كالحاكم والطبرانى والمعمرى والبزار، بل ومن أكبر من هؤلاء كإمام الجرح والتعديل يحيى بن معين وطبقته، فهل أنت يا شارح مجنون تضعف الحديث بالباغندى، وقد رأيت كيف دافع عنه الذهبى وأثنى عليه في نفس الترجمة، وقال في تذكرة الحفاظ [٢/ ٧٣٦]:
الباغندى الحافظ الأوحد محدث العراق أبو بكر محمد بن محمد بن سليمان ابن الحارث الواسطى ثم البغدادى، فذكر بعض شيوخه منهم على بن المدينى وطبقته ثم قال: قال الخطيب: بلغنى أن عامة ما رواه حدث به من حفظه، قال القاضى أبو بكر الأبهرى: سمعت أبا بكر الباغندى يقول: أجبت في ثلاتمائة ألف حديث مسألة في حديث النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال ابن شاهين: قام أبو بكر بن الباغندى ليصلى فكبر وقال: أخبرنا محمد بن سليمان لوين فسبحنا له فقرأ.
قال أبو بكر الإسماعيلى: لا أتهمه بالكذب ولكنه خبيث التدليس ومصحف أيضًا.
وقال الخطيب: رأيت كافة شيوخنا يحتجون به ويدخلونه في الصحيح.
وقال محمد بن أحمد بن رهير: هو ثقة، لو كان بالموصل لخرجتم إليه، ولكنه ينطرح عليكم.
قال حمزة السهمى: سألت أحمد بن عبدان عن الباغندى فقال: كان يخلط ويدلس، وهو أحفظ من أبي بكر بن أبي داود، وسألت الدارقطنى عنه فقال: كثير التدليس يحدث بما لم يسمع.
قال اللالكائى: ذكر أن الباغندى كان يسرد الحديث من حفظه كسرد التلاوة السريعة حتى تسقط عمامته.