قال في الكبير: وقضية كلام المصنف أن هذا لا ذكر له في أحد الصحيحين ولعله ذهول، فقد عزاه الديلمى إلى مسلم بزيادة ولفظه:"المطلقة ثلاثا لا سكنى لها ولا نفقة، إنما السكنى والنفقة لمن تملك الرجعة".
قلت: مسلم خرج الحديث من طرق متعددة في عدة أوراق (١) ولم يذكر اللفظ الذي ذكره المصنف أصلًا فضلًا عن اللفظ الذي زاده الديلمى.
وقد نبهت مرارا على أن الديلمى غير محقق ولا محرر بل ولا ثقة، ثم لا مفهوم لمسلم، فإن حديث فاطمة خرجه أيضًا أبو داود [٢/ ٢٨٧، رقم ٢٢٨٨] والترمذى [٣/ ٤٧٥، رقم ١١٨٠] وابن ماجه [١/ ٦٥٦، رقم ٢٠٣٥] ولكن لم يقع هذا اللفظ إلا عند النسائى [٦/ ١٤٤، رقم ٣٤٠٥].
ومن غريب أحوال الشارح الغريبة استرواحه إلى النقل عن الديلمى وفلان وعلان عن الكتب المتداولة، فبدلًا من الاعتماد على الديلمى كان يكفى مراجعة الأصول لتحقيق وجود الأحاديث فيها أو عدمه، ولكن له في ذلك مقاصد.