من دونه من أصحاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال نبي اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: إنما ينصر اللَّه هذه الأمة بضعيفها بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم".
فأين هذا من اللفظ المذكور هنا المصدر بحرف "الهاء" الذي زعم الشارح أن النسائى خرجه كذلك، مع أنه كما ترى مصدر بحرف "إنما"، وقد ذكره المصنف سابقًا في حرف "إنما" وعزاه للنسائى.
٣٦٣٨/ ٩٥٩٥ - "هَلَكَ المُتَقَذِّرُونَ".
(حل) عن أبي هريرة
قال في الكبير: أى الذين يأتون القاذورات جمع قاذورة وهى الفعل القبيح والقول السيء، ذكره ابن الأثير وغيره، وأما قول مخرجه أبو نعيم عن وكيع: يعنى المرق يقع فيه الذباب فيراق، فإن كان يريد به أنه السبب الذي ورد عليه الحديث فمسلم وإلا ففي حيز الخفاء.
قلت: هذا كلام غير مفهوم ولا معقول، فإن كان قول وكيع هو السبب الذي ورد عليه الحديث كما يقول الشارح فهو معناه إذا لا معنى له غيره، أما كونه ورد فيمن يتقذر المرق إذا وقع فيه الذباب فيريقه ولا يشربه، ويكون معنى الحديث: هو الذي يرتكب المعاصى فلخبطة لا يفهمها في الدنيا أحد إلا هذا الشارح وحينئذ فكلامه هو الذي في حيز الخفاء بل الفساد والبطلان لا كلام وكيع، ثم إن الذي في نسختنا من الحلية [٨/ ٣٧٩] عدم نسبة هذا التفسير إلى أحد من الرواة لا وكيع ولا غيره، ولفظه: من طريق وكيع:
ثنا عبد اللَّه بن سعيد بن أبي هند عن أبيه عن أبي هريرة قال: "قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: هلك المتقذرون" يعنى: المرق يقع فيه الذباب فيهراق.
ثم إنه كذلك وقع في الحلية كون عبد اللَّه بن سعيد قال: عن أبيه عن أبي هريرة.
ورواه البخارى في التاريخ الكبير [١/ ٢٩٢، رقم ٩٣٩] من طريق إبراهيم بن