قلت: بل الصدر المناوى هو الواهم وأنت هو المغتر، فإن في الرواة عمر بن عطاء ابن وراز ضعيف، وعمر بن عطاء بن أبي الخوار ثقة من رجال الصحيح احتج به مسلم، وهذا هو الموجود في سند الحديث كما صرح به في رواية أبي داود، قال الذهبى في "الميزان"[٣/ ٢١٣، رقم ٦١٦٩]: عمر بن عطاء بن وراز عن عكرمة وعنه ابن جريج، ضعفه يحيى بن معين والنسائى، وقال يحيى أيضًا: ليس بشيء، وقال أحمد: ليس بقوى، قال الذهبى: فأما عمر بن عطاء بن أبي الخوار عن ابن عباس فئقة أخذ عنه ابن جريج أيضًا، ووثقه ابن معين وأبو زرعة اهـ.
قلت: وممن صرح بأنه ابن أبي الخوار أبو جعفر الطحاوى في مشكل الآثار [٣/ ٣١٤، رقم ١٢٨٢] فقال:
حدثنا صالح بن عبد الرحمن عن عمرو بن الحارث الأنصارى ثنا حجاج بن إبراهيم الأزرق ثنا عيسى بن يونس عن ابن جريج عن عمر بن عطاء، قال أبو جعفر: وهو ابن أبي الخوار عن عكرمة عن ابن عباس به، قال الطحاوى: ولم نجد في هذا الباب حديثًا متصل الإسناد إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- سوى هذا الحديث اهـ.
ومن الغريب أن الشارح بعد ما اعتمد كلام الصدر المناوى ورجحه وهو زعم أدق ابن المدينى قال في عمر بن عطاء: كذاب وهذا النقل فيه نظر، رجع الشارح فقال في الصغير: قال الحاكم: صحيح وأقره الذهبى ولم يزد، فأين اعتمادك لنقد المناوى؟