المهيمن إلى أخيه أبي وهو الأشبه واللَّه أعلم لأن الحديث معروف بعبد المهيمن فتلك علة قوية فيه اهـ.
والمقصود أن لفظ الحديث:"لا صلاة لمن لم يصل على النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- لا "لا وضوء" كما أورده المصنف، والغريب أن الحافظ السخاوى وهم فيه أيضًا فذكره في "القول البديع في فضل الصلاة عليه -صلى اللَّه عليه وسلم- بعد الفراغ من الوضوء" باللفظ الذي ذكره المصنف وعزاه لابن ماجه وابن أبي عاصم في كتاب "فضل الصلاة على النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-" مع أنه عند ابن ماجه باللفظ الذي قدمته من عند الطبرانى سواء.
قال في الكبير: وسبب هذا الحديث كما خرجه الطبرانى عن أبي الوليد القرشى قال: كنت عند بلال بن أبي بردة فجاء رجل من عبد القيس وقال: أصلح اللَّه الأمير إن أهل الطب لا يؤدون زكاتهم وقد علمت ذلك فأخبرت الأمير، فقال: من أنت؟ قال: من عبد القيس، قال: ما اسمك؟ قال: فلان، فكتب لصاحب شرطته يسأل عنه عبد القيس، فقال: وجدته يُغْمَز في حسبه فقال: اللَّه اكبر حدثنى أبي عن جدى أبي موسى عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فذكره.
قلت: هذا منتهى الغفلة، وأقصى ما يكون من البلادة، فسبب الحديث هو ما وقع في زمن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فكان ذلك الفعل هو سبب تحديثه -صلى اللَّه عليه وسلم- بالحديث كما ورد أن رجلا جاء إلى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "فقال: يا رسول اللَّه متى الساعة؟ فقال: ما أعددت لها؟ قال: لا شيء غير أنى أحب اللَّه ورسوله فقال -صلى اللَّه عليه وسلم-: أنت مع من أحببت"، فكان سؤال هذا الرجل هو السبب في ورود هذا الحديث، أما قصة وقعت بعد النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بنحو مائة سنة كانت سبب تحديث الراوى به عن