الكلاعى عن ابن طاوس عن أبيه عن أم سلمة قالت: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أحسنوا الكفن ولا تؤذوا موتاكم بعويل ولا تأخير وصيّة ولا بقطيعة وعجّلوا قضاء دينه واعدلوا به عن جيران السوء" وأخرجه أبو القاسم بن منده في كتاب الأهوال والإيمان بالسؤال (١).
قلت: غفل الحافظ السيوطى رحمه اللَّه عن شاهد صحيح وجدته لهذا الحديث في الأدب المفرد للبخارى [ص ٥٦، رقم ١١٧] قال:
حدثنا صدقة أخبرنا سليمان بن حيان عن ابن عجلان عن سعيد عن أبي هريرة قال:"كان من دعاء النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- اللهم إنى أعوذ بك من جار السوء في دار المقام فإن جار الدنيا يتحول" هكذا وقع الحديث عند البخارى.
ورواه الحاكم في المستدرك [١/ ٥٣٢، رقم ١٩٥١] بلفظ: "اللهم إنى أعوذ بك من جار السوء في دار المقامة فإن جار البادية يتحوّل" وقال: على شرط مسلم ولم يخرّجاه.
ثم رواه [١/ ٥٣٢، ١٩٥٢] من طريق عبد الرحمن بن إسحاق عن سعيد المقبرى أيضا بلفظ: "استعيذوا باللَّه من جار المقامة فإن جار المسافر إذا شاء أن يزايل زال"، وبهذا اللفظ الأخير رواه أحمد في مسنده [٢/ ٣٤٥] إلا أنه قال: "تعوذوا" وهو عندى من تصرّف الرواة.
والصحيح ما رواه البخارى فإن دار المقامة في لسان الشارع هي الآخرة لا الدنيا، وأيضًا لا خصوصية للبادية على الحاضرة في هذا فالحديث كما عند البخارى يشير إلى سؤال مجاورة الصالحين في الدفن فيكون شاهدًا صحيحًا لحديث الباب واللَّه أعلم.