قلت: سكت عنه الشارح، ولم يدر أن المصنف أورده في ذيل الموضوعات، وحكم بوضعه، وهو الحق الذي لا يشك فيه عاقل، فكان حقه أن لا يذكره هنا، وأعله بـ "لاحق" بن الحسين، فإنه كذاب وضاع لكن في ترجمته من "تاريخ أصبهان" لأبي نعيم ما يدل على براءته منه، فإن أبا نعيم قال:
أخبرنا خيثمة بن سليمان إجازة، وحدثنيه عنه لاحق بن الحسين ثنا عبيد بن محمد الكشورى ثنا محمد بن يحيى بن جميل ثنا بكر بن الشرود ثنا يحيى بن مالك بن أنس عن أبيه عن الزهرى عن أنس به، فالصواب أن علته بكر بن الشرود، فإنهم كذبوه، أو شيخه يحيى بن مالك بن أنس فإنه روى عن أبي مناكير كما قال العقيلى، لكن ورد من وجه آخر عن أنس، ففي العلل لابن أبي حاتم سئل أبي عن حديث رواه العلاء بن زيدل عن أنس "عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: العالم لا يخرف"، فقال العلاء: ضعيف الحديث، متروك الحديث، قد وجدنا من ينسب إلى العلم المسعودى والجريرى وسعيد بن أبي عروبة وعطاء ابن السائب وغيرهم، يعنى خرفوا، وذلك يدل على كذب الحديث، وكان هذا الشيخ هو واضعه، وسرقه منه من ألصقه بمالك عن الزهرى، إما ابنه يحيى أو بكر بن الشرود واللَّه أعلم.
قال في الكبير: وقضية كلام المصنف أنه لم يخرجه من الستة إلا الثلاثة، وليس كذلك، فقد عزاه جمع منهم ابن حجر للجميع، وقال: أغرب في المنتقى، فزعم أن مسلم لم يخرجه، وابن الأثير، فادعى أن النسائى لم يخرجه.