سابقًا في حرف الخاء، وعزاه للبخارى وأبي داود وغيرهما كما أنه ذكر حديث حكيم بن حزام في حرف الهمزة في "أفضل الصدقة ما كان عن ظهر غنى"، وعزاه لمسلم، وإن كان البخارى رواه باللفظ الذي ذكره الشارح هنا، وعزاه للشيخين، وقد ذكره المصنف في الذيل هنا في حرف الياء، وعزاه للبخارى، فالحديث ورد بألفاظ متعددة في الصحيحين بتقديم وتأخير ونقص وزيادة حسب حفظ الرواة وتصرفهم، والمصنف التزم ذكر الأحاديث كما وقعت عند المخرجين، فلذلك يضطر لذكر الحديث الواحد في عدة حروف ويعزوه في كل حرف لمن وقع باللفظ الداخل في ذلك الحرف، والشارح على يقين من ذلك، ولكنه يتغافل عنه ليجد السبيل إلى إظهار قصور المصنف بالباطل والتلبيس، الذي لولا هو وكتبه وعلمه لما جاء هذا الشارح في العلم ولا راح [ولذلك] عاقبه اللَّه أكبر عقوبة حتى أجرى على يده من الأوهام ما لا أظنه أجراه على يد مخلوق من عهد آدم إلى النفخ في الصور سواء عند اعتراضاته الباطلة أو غيرها، كما يعرف من كتابنا هذا الذي ألفناه تحريرا للحق وتمييزا للخطأ من الصواب وانتصارا للمؤلف المظلوم، وإن كنت قد شددت في التعبير أحيانا على الشارح، فذلك ما جره إليه سوء صنيعه الذي يضيق منه الصدر ويفقد عنده الصبر، لا سيما وللحافظ السيوطي -رحمه اللَّه- علينا وعلى المسلمين فضل كبير ومنة جسيمة، بخدمته للعلم ودفاعه عن الحق وتآليفه الكثيرة النافعة التي انتفعنا بها ولاسيما في هذا العلم الشريف حتى صرنا نعده كأنه من أشياخنا الذين تلقينا عنهم العلم مباشرة، فوجب بذلك علينا حقه والانتصار له والدفاع عن مقامه الرفيع وحقه المهضوم، ونحن مع ذلك نرجو للشارح أن يعمه اللَّه تعالى برحمته ومغفرته ويسامحه فيما جنته يداه على هذا الإمام العظيم وأن يرحمنا جميعا ويعصمنا من الخطأ والزلل والجرأة على أهل