بهذا الإسناد مرفوعًا:"إِذَا أحبّ اللَّه إنفاذ أمر سلب كل ذى لُبٍّ لُبَّه"، ورواه الخطيب في ترجمة لاحق بن الحسين أيضًا فقال:
أخبرنا أبو نعيم الحافظ فذكر الإسناد مثله، وقال في المتن:"إن اللَّه تعالى إذا أحبّ إنفاذ أمر سلب كلَّ ذى لُبٍّ لبَّه"؛ ولا يخفى أن تغيير الخطيب قريب بالنسبة إلى تغيير الديلمى، ثم أسند الخطيب عن أبي سعد عبد الرحمن بن محمد الإدريسى أنه قال في لاحق بن الحسين: كان كذّابًا أفّاكًا يضع الحديث عن الثقات ويسند المراسيل ويحدّث عمّن لم يسمع منهم، لا نعلم راثيا في عصرنا مثله في الكذب والوقاحة مع قلّة الدراية.
قلت: وهذا الحديث لم يضع متنه فيما يظهر؛ لأنه ورد من غير طريقه لكن من رواية مثله.
نعم صحّ معناه عن ابن عباس من قوله كما سأذكره، وقد قلّد الحافظ السخاوى الديلمى في هذا الحديث فأورده باللفظ الذي قدّمناه عنه [ص ٨٠، رقم ٥٣] وقال:
رواه أبو نعيم في تاريخ أصبهان، ومن طريقه الديلمى من حديث سعيد بن سماك بن حرب عن أبيه عن عكرمة عن ابن عباس به مرفوعًا، وكذا خَرَّجه الخطيب وغيره بلفظ "إن اللَّه إذا أحبَّ إنفاذ أمر" وذكره، وأعلّه الخطيب بلاحق بن الحسين وقال: إنه كذّاب يضع اهـ. وسعيد أيضًا متروك.
وعند البيهقى في الشعب من حديث المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس من قوله:"إن القدر إذا جاء حال دون البصر"، قال البيهقى: ورواه عكرمة عن ابن عباس قال: "إِذَا جاء القضاء ذهب البصر"، وعن نافع بن الأزرق في معناه: أرأيت الهدهد كيف يجئ فينقر الأرض فيصيب موضع الماء ويجئ إلى الفخ وهو لا يبصره حتى يقع في عنقه؟.