الديلمى خرّجه من حديث أنس وعليّ هو ما رأيته في نسخ الكتاب كالفردوس، وذكر المؤلف في الدرر أن البيهقى والخطيب خرّجاه من حديث ابن عباس وقال: إسناده ضعيف.
قلت: في هذا مؤاخذات على المصنف والشارح.
أما المصنف فمن وجوه، أحدها: أنه عزا الحديث للديلمى عن أنس وليس هو فيه عن أنس، بل عن ابن عباس كما ذكره هو في الدرر.
ثانيها: أنه عزا الحديث له عن أنس وعليّ، وهو لم يخرّجه عن عليّ وإنما ذكر رواية عليّ معلقة كما ستعرفه.
ثالثها: أن الديلمى فصل بين رواية أنس وعليّ والمصنف ساق الحديث مساقًا واحدًا، وهذا من الإدراج الذي هو على أنه حرام (١).
قال الديلمى في مسند الفردوس [١/ ٣٠٩، رقم ٩٧١]:
أخبرنا الحداد أخبرنا أبو نعيم حدثنا لاحق بن الحسين بن عمران بن أبي الورد البغدادى -قدم علينا- ثنا أبو سعيد محمد بن عبد الحكيم الطائفى بها ثنا محمد بن طلحة بن محمد بن مسلم الطائفى ثنا سعيد بن سماك بن حرب عن أبيه عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إِذَا أراد اللَّه إنفاذ قضائه وقدره سلب ذوى العقول عقولهم حتى ينفذ فيهم قضاؤه وقدره".
قال: وفي رواية عليّ: "فإذا مضى أمره ردّ إليهم عقولهم ووقعت الندامة" ومما يستغرب أن الحديث خرَّجه أبو نعيم في تاريخ أصبهان [٢/ ٣٤٢] في ترجمة لاحق بن الحسين ورواه عنه الخطيب في التاريخ [١٤/ ٩٩] والديلمى عن الحداد عنه، وكلّ منهما أورده بغير اللفظ الذي ذكره أبو نعيم، فإنه قال