الخامس: قوله: ثم إن ما ذكره من أن الديلمى خرَّجه من حديث أنس وعليٍّ هو ما رأيته في نسخ الكتاب كالفردوس وَهمٌ ظاهر منه على الفردوس، فإن الديلمى الكبير أورده في الفردوس من حديث عبد اللَّه بن عمر وأسنده ابنه في مسنده من حديث ابن عباس، فلا وجود لذكر أنس لا في الفردوس ولا في مسنده.
قلت: وفي الباب عن عائشة لكنه وهم من بعض الرواة فقد أخرجه الطحاوى في مشكل الآثار أواخر الجزء الثانى فقال:
حدثنا الربيع بن سليمان الجيزى ثنا يعقوب بن إسحاق بن أبي عبّاد المكيّ ثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن عائشة أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال:"إِذَا أراد أحدكم الخلاء وأقيمت الصلاة فليبدأ به".
قال الطحاوى: هكذا روى عبد الرحمن بن أبي الزناد هذا الحديث عن هشام وقد خالفه في ذلك غير واحد ممن رواه عن هشام، فذكره عن أبيه عن عبد اللَّه بن الأرقم ثم أسنده من طريق مالك وعيسى بن يونس وعبد اللَّه بن نمير الهمدانى وأبي معاوية الضرير ووهيب بن خالد كلهم عن هشام به، ثم بسط القول في الحديث.