ابن أبي رباح مرسلًا قال: ورواه أبو داود في مراسيله وعجبًا للمؤلف كيف أبعد النجعة؟!.
قلت: بل عجبًا للشارح كيف لم يملّ من هذه الانتقادات السخيفة مع أغلاطه الفاحشة الكثيرة؟!، فكلامه هذا باطل من وجوه، أولها: أن الحديث خرّجه سعيد بن منصور في سننه.
ثانيها: أن سعيد بن منصور ليس له معجم لا كبير ولا صغير، بل ولا لأحد من أهل عصره، فإن المعجم بمعناه الاصطلاحى لا يعرف في أهل القرن الثانى، وسعيد بن منصور مات أوائل القرن الثالث.
ثالثها: أن أبا داود خرّجه في المرايل [ص ١١٧، رقم ٥] بلفظ: "إِذَا شربتم فاشربوا مصًا وإذا استكتم فاستاكوا عَرضًا"، وقد ذكره المصنف فيما سيأتي في "إِذَا" مع حرف "الشين" وعزاه لأبي داود في المراسيل فالاستدراك به في غير محله مع ذكر المصنف إياه في موضعه في غاية السخافة.
رابعها: لو لم يفعل المصنف ذلك لما قيل في حقه أبعد النجعة، لأن مراسيل أبي داود ليس هو من الكتب المتداولة المشهورة كسننه، بل سنن سعيد بن منصور عند الفقهاء وأهل الحديث أشهر من المراسيل وأكثر تداولًا، فالعزو إليها أولى من العزو إلى المراسيل.
٢٢٨/ ٤٣١ - "إِذَا اسْتَلجَّ أحَدُكُم في اليَمينِ فَإنَّهُ آثمٌ، لَهُ عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الكَفَّارَةِ التِى أُمِرَ بِهَا". (هـ) عن أبي هريرة
قال الشارح في الكبير: ورواه عنه الحاكم وقال: على شرطهما وأقرّه الذهبى، ولعل المؤلف لم يستحضره.