والمقصود أن الحديث الذي ذكره ابن الجوزى في الموضوعات هو غير هذا الحديث بل هو الذي ذكره المصنف بعد عشرة أحاديث بلفظ "إذا دخل".
٢٨٧/ ٥٧٧ - "إِذَا خَرَجْتُم مِنْ بُيُوتِكُم بِاللَّيْل فَأَغْلِقُوا أَبْوَابَهَا". (طب) عن وحشى بن حرب
قال الشارح في الكبير: ولفظه: "خرج النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- لحاجته من الليل فترك باب البيت مفتوحا ثم رجج فوجد إبليس قائما في وسط البيت فقال: اخسأ يا خبيث من بيتى، ثم قال: إذا خرجتم" إلخ، قال الهيثمى: رجاله ثقات فاقتصار المؤلف على الرمز لحسنه تقصير.
قلت: لا هو حسن ولا صحيح، بل هو كذب موضوع ظاهر النكارة والبطلان، وثقة الرجال وحدها لا تكفى ما لم يكن الحديث سالمًا من العلل الأخرى، فكم سند رجاله رجال الصحيح وهو موضوع كهذا على أنه من رواية وحشى، وقد كان لا يستفيق من الخمر إلى أن مات سكران.
ثم إنه لم يجلس مع النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- إلا برهة ثم طرده، وقال:"غيِّب وجهك عنى"، فكيف يكون صحيحًا وراويه كما ترى؟ وإبليس لا يدخل بيت النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وإنما يدخل بيت وحشى بن حرب المخمر، ثم لو كان شيء من هذا واقعًا لاشتهر لغرابته، ورواه أفاضل الصحابة رضي اللَّه عنهم.