للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قال الشارح في الكبير: ورواه مسلم وأبو داود عن أم الدرداء الصغرى وهى تابعية، فهو عندهما مرسل.

قلت: يتعجب هنا من صنيع المصنف، ومن كلام الشارح، أما المصنف فإنه أورد حديثا من كتاب الضعفاء مع أنه بلفظه وأتم منه في سنن أبي داود، بل وفي صحيح مسلم إلا أنه عند مسلم غير مصدر بهذا الحرف، فيبقى التعقب بأبي داود [٢/ ٩٠، رقم ١٥٣٤] فإنه قال:

حدثنا رجاء بن المرجا ثنا النضر بن شميل أنا موسى بن ثروان حدثنى طلحة ابن عبيد اللَّه بن كريز حدثتنى أم الدرداء قالت: حدثنى سيدى -تعنى زوجها أبا الدرداء- أنه سمع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة: آمين ولك بمثل ذلك".

وأما الشارح فشأنه أعجب وأغرب إذ يدعى أن مسلما وأبا داود روياه عن أم الدرداء وهى تابعية، فالحديث عندهما مرسل، إذ كيف يكون المرسل في صحيح مسلم المسند المتفق على صحته والمرسل من أقسام الضعيف إن هذه لغفلة ما بعدها غفلة، ثم إنك سمعت سند الحديث عند أبي داود، وأنه من رواية أم الدرداء عن زوجها أبي الدرداء فبطل عزو ذلك إليه، فاسمع أسانيد الحديث عند مسلم، قال مسلم [٤/ ٢٠٩٤، رقم ٢٧٣٢/ ٨٦]:

حدثنى أحمد بن عمر بن حفص الوكيعى ثنا محمد بن فضيل ثنا أبي عن طلحة بن عبيد اللَّه بن كريز عن أم الدرداء عن أبي الدرداء قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك ولك بمثل"، ثم قال [٤/ ٢٠٩٤، رقم ٢٧٣٢/ ٨٧]:

حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا النضر بن شميل فذكره بسنده السابق عند أبي داود عن أم الدرداء قالت:

<<  <  ج: ص:  >  >>