قال الشارح: فيه سيف بن هارون ضعفه النسائى والدارقطنى، وقال الهيثمى: رجال أحد إسنادى أحمد رجال الصحيح، وظاهر صنيع المؤلف أنه لم يخرجه أحد من الستة والأمر بخلافه، فقد رواه الترمذى.
قلت: الحديث لم يخرجه الترمذى أصلا لا من حديث عبد اللَّه بن عمرو ولا من حديث جابر، ثم إن الهيثمى لم يقل ما حكاه عنه الشارح، بل ذكره في موضعين، قال في أحدهما [٧/ ٢٦٢]: رواه أحمد والبزار بإسنادين، ورجال أحد إسنادى البزار رجال الصحيح، وكذلك رجال أحمد إلا أنه وقع في الأصل غلط فلهذا لم أذكره.
وقال في موضع آخر [٧/ ٢٧٠]: رواه أحمد والبزار والطبرانى، وأحد إسنادى البزار رجاله رجال الصحيح، وكذلك إسناد أحمد إلا أنه وقع في الأصل غلط، ثم ذكر حديث جابر وقال: رواه الطبرانى في الأوسط وفيه سنان بن هارون وهو ضعيف وقد حسن الترمذى حديثه، وبقية رجاله ثقات اهـ.
وكأن الشارح رأى قوله: وقد حسن الترمذى حديثه فظن أن الهيثمى يريد هذا الحديث، وهو إنما يريد أن الترمذى حسن له حديثا خرجه من طريقه، وذلك دال على أنه ثقة عنده لا خصوص هذا الحديث، إذ لو خرجه الترمذى لما ذكره الهيثمى في الزوائد، لأن كتابه خاص بالأحاديث الزائدة على الكتب الستة التي لم تخرج في أحدها وهى في أصوله المعروفة، فغفل الشارح عن كل هذا وتعقب حبا في الانتقام من المصنف.
وحديث عبد اللَّه بن عمرو خرجه أيضا الحارث بن أبي أسامة في مسنده قال:
حدثنا قبيصة بن عقبة ثنا سفيان عن الحسن بن عمرو الفقيمى عن محمد بن مسلم عن عبد اللَّه بن عمرو به: "إذا رأيتم أمتى لا تقول للظالم أنت ظالم