قلت: المصنف لم يلتزم أن يذكر كلام المخرجين على ما خرجوه من الأحاديث، ولا بيان العلل وإلا كان الكتاب في شكل غير الذي هو عليه، بل لا يوجد محدث يلتزم نقل كلام المخرجين على الأحاديث حتى في كتب التخريج الموضوعة لبيان الطرق وعللها، ولكن سوء التصرف هو الواقع من الشارح في قوله: ورواه الطبرانى باللفظ المذكور مع أن الطبرانى رواه بلفظ [١٢/ ٤٣٤، رقم ١٣٥٨٨]: "لعن اللَّه من سب أصحابى"، وفرق بين هذا وبين "إذا رأيتم من يسب فقولوا لعنة اللَّه على شركم"، وفي كلام الشارح مع الإخبار بخلاف الواقع نسبة الحافظ الهيثمى إلى الوهم الذي هو برئ منه، إذ لو خرجه الطبرانى باللفظ المذكور لما ذكره الهيثمى في زوائد الكتب الستة، ثم الحديث من وضع سيف بن عمر سواء رواية الترمذى أو رواية الطبرانى، لأن الجميع مروى من طريقه، وهو وضاع، وقد أسنده الذهبى [٢/ ٢٥٥، رقم ٣٦٣٧] في ترجمته بلفظ آخر فقال:
أنبأنا أحمد بن سلامة وأحمد بن عبد السلام عن أبي كليب: أنا المبارك بن الحسين العسال أنبأنا الحسن بن محمد الحافظ أنبأنا القطيعى ثنا محمد بن يونس أنبأنا النضر ابن حماد العتكى حدثنا سيف بن عمر السعدى ثنا عبيد اللَّه بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إذا رأيتم الذين يسبون أصحابى فالعنوهم".
ورواه الخطيب في التاريخ من طريق أبي حاتم المغيرة بن محمد المهلبي في ترجمته قال [١٣/ ١٩٥]:
حدثنى أبو سهل النضر بن حماد ثنا سيف بن عمر به بلفظ:"إذا رأيتم الذين يسبون أصحابى فقولوا: لعن اللَّه شركم"، وهذا حديث باطل لا شك فيه.