قلت: هذا الحديث لا يدخل في هذا الحرف على اصطلاح المصنف، لأنه قطعة من حديث أوله:"علموا وبشروا ولا تعسروا، وإذا غضب أحدكم فليسكت".
هكذا رواه أحمد [١/ ٢٣٩] عن محمد بن جعفر: ثنا شعبة سمعت ليثًا سمعت طاوسا يحدث عن ابن عباس به.
وهكذا ذكره المصنف فيما سيأتي في حرف "العين"، وعزاه لأحمد والبخارى في الأدب المفرد [ص ٩٧، رقم ٢٤٥].
٣٦٩/ ٧٧٠ - "إِذَا غَضِبَ الرجلُ فقالَ: أعوذُ باللَّهِ سَكَنَ غَضَبُه". (عد) عن أبي هريرة
قال الشارح في الكبير: إسناده ضعيف، وورد من عدة طرق للطبرانى في الصغير والأوسط عن ابن مسعود رفعه بنحوه، قال الهيثمى: ورجاله ثقات وفي بعضها اختلاف.
قلت: فيه أمور، أحدها: قوله: وورد من عدة طرق للطبرانى. . . إلخ، فإنه ليس له إلا طريق واحد ولعله تحرف في نسخته من مجمع الزوائد بعضهم ببعضها كما في الشرح، فظن أن ذلك راجع إلى الطرق، وإنما هو إلى رجال الإسناد.
ثانيها: أن الحديث ليس من رواية ابن مسعود ولكنه من حديث ابن عباس كذلك ذكره الهيثمى في الزوائد فقال [٨/ ٧٠]: وعن ابن عباس قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لو يقول أحدكم إذا اغضب أعوذ باللَّه من الشيطان الرجيم ذهب عنه غضبه"، رواه الطبرانى في الصغير والأوسط، ورجاله ثقات وفي بعضهم خلاف اهـ.