للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بالاشتغال بها ولا تضييع الأعمار في تحقيقها كمختصر خليل وشروح التحفة والزقاقية والعمل الفاسى والمطلق والنوازل وأمثالها.

وعلى النقيض كان يحض على مطالعة الكتب المعينة على فتح باب الاجتهاد والتمرس، من ذلك ما أتى في بعض مكاتباته قائلا:

"كما أحب أن تقتنى كتاب المحلى لابن حزم والمغني لابن قدامة وشرح المهذب للنووي وفتح المدير لابن الهمام، فهذه الكتب تكفي لمعرفة الحق في الأحكام الشرعية، ولا بأس أن يضاف إليها "نيل الأوطار" "والروضة الندية" للقنوجى بل هما مهمان للغاية ولاسيما "النيْل".

وإذ جعل اللَّه تعالى فيك قريحة وقادة وفهمًا صائبًا وشرح صدرك للعمل بالدليل فإنه يجب عليك أن تطلب هذا العلم الذي أصبح في حقك فرض عين وأن لا تضيع الفرصة بطلب الدنيا فالدنيا توجد عند كل أحد ولا توجد الهداية وعلم السنة إلا عند الفرد بعد الفرد والواحد بعد الواحد في الدنيا، والسلام" (١).

ولا يخفى ما كان يوليه الشيخ من اهتمام بالغ لكتاب نيل الأوطار حيث كان يوصى بإدامة النظر فيه وقراءته المرة بعد الأخرى لعظم نفعه.

وقد سار على نهجه شقيقه العلامة عبد اللَّه بن الصديق حيث أخذ على عاتقه قراءة نيل الأوطار مع الطلبة من أوله إلى آخره قرابة عشر سنين أو يزيد متناولًا إياه بالشرح والتعليق وتصحيح ما تحرف من النسخ المطبوعة.


(١) انظر "حياة الشيخ أحمد بن الصديق" لعبد اللَّه التليدي (ص ٨٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>