ثنا عمران بن تمام عن أبي جمرة عن ابن عباس، فبرئ عبيد اللَّه بن أبي حميد من عهدته أيضًا، وهما اللذان أعله بهما ابن الجوزى، فهل من طائل فوق هذا؟ وبعد فالحديث قد تكلمت عليه في مستخرجى على مسند الشهاب، فأغنى ذلك عن إعادته هنا.
٥٦١/ ١١٤٤ - "أَعْتِمُوا خَالِفُوا على الأُمَمِ قَبْلَكُم". (هب) عن خالد بن معدان مرسلا
قال الشارح: أعتموا بالتخفيف أى صلوا العشاء في العتمة، خالفوا على الأمم قبلكم، فإنهم وإن كانوا يصلون العشاء لكنهم كانوا لا يعتمون بها، بل يقارنون مغيب الشفق، (هب) عن خالد بن معدان مرسلًا قال: أتى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بثياب من الصدقة فقسمها بين أصحابه ثم ذكره.
قلت: من كان متعجبا من غفلة وبله فليتعجب من هذه الغفلة المضحكة والبله المفرط، يذكر بنفسه ويكتب بخطه أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أتى بثياب من الصدقة فقسمها بين الناس، ثم قال: أعتموا أى صلوا العشاء في العتمة بها، فهكذا الغفلة وإلا فلا، أضف إلى ذلك أن المصنف ذكر الحديث في سياق أحاديث التعمم، وبعد أن قدم حديثين بلفظ:"اعتموا"، بالتشديد، وإن الشارح نقل ما زاده من كلام المصنف في اللآلئ المصنوعة، فإنه الذي أورد الحديث من شعب البيهقى من جملة الشواهد التي ذكرها في التعقب على ابن الجوزى، وذكر معها أيضًا حديثا بمعناه، وهو حديث:"فرق ما بيننا وبين المشركين العمائم" فكل هذه القرائن المشيرة والمصرحة لم توقظ الشارح من نومته ولم تنبهه من غفلته.