عساكر خرجه من وجه آخر في أمالية وحسنه، وقال: بكر بن سهل وإن ضعفه جمع، لكنه لم ينفرد به كما ادعاه ابن الجوزى، فالحديث إلى الحسن أقرب، فلا اتجاه لحكم ابن الجوزى عليه بالوضع.
قلت: الشارح -رحمه اللَّه- بلية ابتلى اللَّه بها فن الحديث عموما، وكتاب الجامع الصغير خصوصا، فأحسن اللَّه العزاء في هذه المصيبة، فلقد كنت قلدته في هذا النقل عن الحافظ في بداية اشتغالى بالحديث منذ خمس وعشرين سنة قبل أن أعرف منزلته من التهور وبعده من التحقيق وقلة درايته بهذا الفن، ثم بعد التحقق من أمره رجعت إلى ما كنت نقلته عن الحافظ بواسطته فشطبت عليه، فالحمد للَّه الذي أنقذنى من مهاوى الأوهام الفاحشة بتقليده، فاعلم أن الحافظ لم يقل شيئا مما نقله عنه الشارح، وكل ما ذكره فهو باطل ناشئ عن عدم تدبره فيما يرى وإتقانه لما ينقل على عادته، فالحافظ قال ما ذكره الشارح في حديث آخر، ذكره في ترجمة بكر بن سهل الدمياطى قبل هذا الحديث، فقلب ذلك الشارح ونقله إلى هذا، فاسمع الترجمة بتمامها لتعرف كيف جرى فيما جرى من الشارح، قال الحافظ في اللسان [٢/ ٥١، رقم ١٩٥]: بكر بن سهل الدمياطى أبو محمد مولى بنى هاشم عن عبد اللَّه بن يوسف، وكاتب الليث وطائفة، وعنه الطحاوى، والأصم، والطبرانى، وخلق، توفى سنة تسع وثمانين ومائتين عن نيف وسبعين سنة، حمل الناس عنه وهو مقارب الحديث، وقال النسائى: ضعيف، قال البيهقى في الزهد [ص ٢٤٤، رقم ٦٤١]: أخبرنا الحاكم وجماعة قالوا: حدثنا الأصم ثنا بكر بن سهل ثنا عبد اللَّه بن محمد بن رمح بن المهاجر حدثنا ابن وهب عن حفص بن ميسرة عن زيد بن أسلم عن أنس -رضي اللَّه عنه- قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ما من معمر عمر في الإسلام أربعين سنة إلا صرف اللَّه عنه الجنون والجزام والبرص، فإذا بلغ