٥٦٧/ ١١٥٦ - "أَعزَّ أَمْرَ اللَّهِ يُعِزّكَ اللَّهُ". (فر) عن أبي أمامة
قال الشارح في الكبير: فيه محمد بن الحسين السلمى الصوفى، سبق عن الخطيب أنه وضاع، والمأمون بن أحمد قال الذهبى: كذاب.
قلت: تعليل الحديث بأبى عبد الرحمن السلمى من جهل الشارح، بل من قلة حيائه، لأنه يدعى التصوف وإجلال الصوفية، ومن يجهل قدر أبي عبد الرحمن السلمى ويقبل قول الخطيب فيه فلم يشم للتصوف رائحة ولا قرب من ساحة ميدان الحديث، والذهبى على بغضه للصوفية وتعنته عليهم قد أورده في تذكرة الحفاظ وامتدحه وأطراه، وتكلم فيه من أجل ما لم يفهمه من تصوفه، ونقل كلام من تكلم فيه كما هو الشأن في كتب الرجال، فقال في التذكرة: أبو عبد الرحمن السلمى الحافظ العالم الزاهد شيخ المشايخ محمد ابن الحسين بن محمد بن موسى النيسابورى الصوفى الأزدى الأب السلمى الأم سمع خلقا كثيرا، وكتب العالى والنازل، وصنف وجمع، وسارت بتصانيفه الركبان، حمل عنه القشيرى والبيهقى وأبو صالح المؤذن وخلق سواهم، إلا أنه ضعيف، قال الخطيب: محله كبير، وكان مع ذلك صاحب حديث مجودا، جمع شيوخا وتراجم وأبواب، وله دويرة للصوفية، وعمل سننا وتفسيرا وتاريخا، قال الذهبى: ألف حقائق التفسير فأتى فيه بمصائب وتأويلات الباطنية، نسأل اللَّه العافية.
قلت: فهذا منشأ حط الذهبى وأمثاله على أبي عبد الرحمن السلمى -رحمه اللَّه- وأمثاله، فإنهم لم يفهموا مقاصد القوم، ولا سلكوا مناهجهم، فوجهوا إليهم سهام الطعن ورشقوهم بنبال الانتقاد، واللَّه يجازى كلًا على