فسطره في كتب العلم، وإن كان ذلك بالنسبة إلى الشارح غير غريب لإكثاره من مثل هذه الطامات الفاضحات، وبيان ذلك من وجوه: الأول: أن عمر بن أحمد بن شاهين الذي أعل الشارح به الحديث هو الحافظ الكبير الثقة المصنف الشهير صاحب التصانيف الكثيرة وأحد مشاهير المخرجين الذين يكثر عزو الحفاظ الأحاديث إلى تخريجهم فهو كالطبراني والدارقطني وابن حبان والبيهقي وتلك الطبقة.
فعلى صنيع الشارح ينبغي أن تعلل الأحاديث بمخرجيها الحفاظ الأثبات فيقال: رواه الطبراني وفيه كلام، وكذلك أبو نعيم وابن منده وابن حبان وغيرهم، لأنه ما من هؤلاء الحفاظ أحد إلا وقد تكلم فيه وذكر في الضعفاء من أجل ذلك الكلام الذي لا يخلو أحد في الدنيا من مثله حتى مالك والشافعي وسفيان وأمثالهم، ومن قرأ ترجمة ابن شاهين انبهر من حفظه وسعة مروياته وكثرة مؤلفاته حتى قيل: إنه لم يؤلف أحد في الإسلام مثله، وقد نقل عنه أنه كان يقول: كتبت بأربعمائة رطل حبر، وصنفت ثلاثمائة وثلاثين مصنفًا منها: التفسير الكبير ألف جزء حديثي في ثلاثين مجلدا ضخما، والمسند ألف وخمسمائة جزء كذلك، والتاريخ مائة وخمسون جزءًا، والزهد مائة جزء وغير ذلك كالترغيب والناسخ والمنسوخ وغيرها، وأثنى عليه الأئمة ووثقوه، قال ابن أبي الفوارس: كان ثقة مأمونا قد جمع وصنف ما لم يصنفه أحد، وقال الأزهري: كان ثقة وكان عنده عن البغوي سبعمائة أو ثمانمائة جزء، قال: وذكرت لأبي مسعود الدمشقي أن ابن شاهين لا يخرج لنا أصوله وإنما يحدث من فروع، فقال لي: إن أخرج إليك ابن شاهين خرقة عليها حديث مكتوب فاكتبه، وقال العقيقي: مات ابن شاهين في ذي الحجة سنة خمس وثمانين وثلاثمائة، وكان صاحب حديث ثقة مأمون، وكذلك وثقه عصريه وقرينه الدارقطني إلا أنه وصفه بالخطأ، كما ذكره الشارح وتلك رواية حمزة بن يوسف السهمي عن الدارقطني، وقد روى محمد بن عمر الداودي عن الدارقطني تفسير ذلك والسبب الحامل له على وصفه بالخطأ، فذكر الداودي أن