للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يقول: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-. . . وذكره، وهنا مرسل صحيح أو حسن.

٦٠٤/ ١٢٢٥ - "أفْرَضُ أمَّتِي زَيدُ بنُ ثَابِتٍ". (ك) عن أنس

قال في الكبير: وصححه -يعني الحاكم- فاغتر به المصنف فرمز لصحته وفيه ما فيه، فقد قال الحافظ ابن حجر: قد أعل بالإرسال، قال: وسماع أبي قلابة من أنس صحيح إلا أنه قيل لم يسمع منه هذا، وقد ذكر الدارقطني الاختلاف فيه على أبي قلابة في العلل، ورجح هو وغيره إرساله اهـ. ولكن ذكر ابن الصلاح أن الترمذي والنسائي وابن ماجه رووه بإسناد جيد بلفظ: "أفرضكم"، قال: وهو حديث حسن.

قلت: وهذا تراجع واغترار من الشارح بابن الصلاح، فإنه عند ابن ماجه من رواية أبي قلابة عن أنس، وعند الترمذي [مناقب: ٣٢] من رواية قتادة عن أنس لكن بإسناد ضعيف، أما النسائي فلم يخرجه في الصغرى، وليس هو عند الترمذي ولا ابن ماجه باللفظ الذي قاله ابن الصلاح، ثم إن الحاكم يعلم أنه معلول ومع ذلك صححه، فقد قال عقب إخراجه في كتاب الفضائل من المستدرك [٤/ ٣٣٥]: هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين وقد ذكرت علته في كتاب التلخيص اهـ.

قلت: وكذلك ذكرها أيضًا في علوم الحديث له في النوع السابع والعشرين [٤١/ ٣٣٥]، وقد قدمت الكلام على هذا مفصلًا مع عزو الحديث وطرقه في حديث "أرْأف أمتي بأمتي أبو بكر. . . " (١) فلا الحاكم صححه جهلًا بعلته ولا المصنف تبعه اغترارا به، ولكن الحديث صحيح كما قال الحاكم، وتلك العلة التي هي إرسال الحديث وكون أبي قلابة روى عنه بدون ذكر أنس إنما هي من وسواس المحدثين وقد أوضحت ذلك فيما سبق فأغنى عن إعادته.


(١) حديث: رقم ٩٠٨ من الفيض.

<<  <  ج: ص:  >  >>