قال الذهبي: لم ينصف الجوزجاني، فإن سيفا ليس بثقة، وعمار فصدوق، وثقه ابن سعد، وأرخ وفاته في سنة اثنتين وثمانين ومائة، وقال البخاري: مجهول وحديث منكر يعني حديث: "من نزعت منه الرحمة فهو شقى".
قلت: وليس كما قال البخاري، وقال ابن معين: ثقة، وقال أبو معمر القطيعي: ثقة، وبالجملة فهو ثقة، وكلام ابن حبان فيه لا يضر لأنه غلو منه وإسراف، فالرجل وإن كان يهم بعض الوهم سبق ذلك مما فحش منه حتى استحق الترك كما قال ابن حبان، ولذلك احتج به مسلم ووثقه من سبق من الحفاظ، وهذا الحديث ورد من طرق أخرى من حديث ابن عباس وأنس وجابر والحسن بن علي -عليهما السلام- وعمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه وعبد اللَّه ابن عمر.
أما حديث ابن عباس فأخرجه الحاكم في المستدرك [٤/ ٢٧٠]:
حدثنا أبو عبد اللَّه محمد بن يعقوب الشيباني ثنا يحيى بن محمد بن يحيى ثنا محمد بن معاوية ثنا مصادف بن زياد المديني قال -وأثنى عليه خيرا-: قال: سمعت محمد بن كعب القرظي قال: قال ابن عباس: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فذكر حديثا أوله:"إن لكل شيء شرفا وإن أشرف المجالس ما استقبل به القبلة" وفيه قال: "وسئل رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- عن أفضل الأعمال إلى اللَّه تعالى، فقال: من أدخل على مؤمن سرورًا إما أطعمه من جوع أو قضي عنه دينًا وإما نفس عنه كربة". الحديث، قال الحاكم: ولهذا الحديث إسناد آخر بزيادة أحرف فيه، فذكره [٤/ ٢٧٠] من طريق أبي القاسم عبد اللَّه بن محمد البغوي:
ثنا عبيد اللَّه بن محمد العبسي ثنا أبو المقدام هشام بن زياد ثنا محمد بن كعب القرظي فذكره مطولا إلا أنه لم يذكر فيه لفظ حديث الترجمة، ثم قال: هذا حديث قد اتفق هشام بن زياد النصري ومصادف بن زياد المديني على روايته عن محمد بن كعب القرظي، فتعقبه الذهبي بأن هشام متروك ومحمد بن