معاوية كذبه الدارقطني فبطل الحديث، كذا قال وهو غير صواب، فإن الحديث رواه أيضًا عن محمد بن كعب جماعة تبرئ روايتهم ساحة مصادف وهشام، منهم عيسى بن ميمون والقاسم بن عروة وزيد العمي إلا أن أحاديثهم مختلفة، منهم من رواه بطوله ومنهم من اقتصر على بعض جمله، وقد ذكرت أسانيد هذه المتابعات ومتونها في مستخرجي على مسند الشهاب في "الثالث والستين ومائتين" و"الحادي والعشرين وثلاثمائة"، ولما كانت تلك الطرق والمتابعات لم يذكر في شيء منها هذه الجملة لم أذكرها هنا فاطلبها هناك، ثم إن الحديث ورد عن ابن عباس من طريق آخر، قال الدينوري في المجالسة:
حدثنا محمد بن غالب تمتام ثنا إسحاق بن كعب مولى بني هاشم ثنا عبد الحميد بن سليمان الأزرق عن سكين بن أبي سراج عن عبد اللَّه بن دينار عن ميمون بن مهران عن ابن عباس أن رجلًا أتى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال: أي العباد أحب إلى اللَّه عز وجل؟ فقال:"أنفعهم للناس، وإن من أحب الأعمال إلى اللَّه عز وجل سرورا تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه دينا أو تسد عنه جوعة" الحديث، وسكن بن أبي سراج ضعيف، وقد رواه غيره عن عبد اللَّه بن دينار فقال: عن بعض أصحاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ولم يذكر ميمون بن مهران، قال ابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق وفي قضاء الحوائج معا:
حدثنا علي بن الجعد ذكر محمد بن يزيد عن بكر بن حسين عن عبد اللَّه بن دينار عن بعض أصحاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: قيل يا رسول اللَّه: من أحب الناس إلى اللَّه؟ قال:"أنفعهم للناس، وإن أحب الأعمال إلى اللَّه سرورا تدخله على مؤمن تكشف عنه كربا أو تقضي عنه دينا أو تطرد عنه جوعا" الحديث، وقد تقدم حديث ابن عباس.
هذا عند المصنف مختصرًا بلفظ:"أحب الأعمال إلى اللَّه بعد الفرائض إدخال السرور على المسلم"، وعزاه للطبراني في الكبير [١٠/ ٨٩].
وأما حديث أنس وجابر والحسن فسأذكرها في حديث: "إن من موجبات