للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المغفرة إدخالك السرور على أخيك المسلم" (١).

وأما حديث عمر فرواه الطبراني في الأوسط ولفظه: "سئل رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: أي الأعمال أفضل؟ قال: إدخالك السرور على مؤمن أشبعت جوعته أو سترت عورته أو قضيت له حاجة، وفيه محمد بن بشير الكندي ضعيف.

وأما حديث ابن عمر فهو الذي عزاه المصنف لابن عدي [٢/ ٧٤٥] هنا، وأسنده الذهبي في الميزان [٣/ ٥٨٢] في ترجمة محمد بن صالح بن فيروز العسقلاني، فقال: روى عن مالك ليس هو بثقة فإن عبد الحافظ بن بدران أخبرنا أن أحمد بن الخضر أخبرهم قال:

أنا حمزة بن أحمد السلمي أنا نصر بن إبراهيم الفقيه أنا علي بن طاهر القرشي بالقدس أنا أحمد بن محمد بن عثمان العثماني ثنا علي بن الفضل البلخي ثنا جعفر بن محمد بن عون السمسار ثنا محمد بن صالح فيروز التميمي ثنا مالك عن نافع عن ابن عمر رضي اللَّه عنهما قال: "قلت يا رسول اللَّه: أي الناس أحب إلى اللَّه؟ قال: أنفعهم للناس. قلت: فأي الأعمال أحب إلى اللَّه؟ قال: سرور تدخله على مسلم" الحديث، وبه [٣/ ٥٨٢/ ٧٦٨٤]:

ثنا محمد بن صالح بن فيروز -سنة سبع وثلاثين ومائتين- قال: ثنا مالك عن نافع عن ابن عمر مرفوعًا: "لأن أمشي مع أخ لي في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد شهرًا -يعني المسجد الحرام"، قال الذهبي: فهذان حديثان موضوعان على مالك.

قلت: الحديث الثاني من تمام الحديث الأول ومحمد بن صالح لم ينفرد به عن مالك بل تابعه عليه موسى بن محمد الموقري وهو تالف هالك أيضًا، إلا أنه يرفع تهمة بن صالح إذا لم يكن أحدهما سرقه من الآخر، لكن الحديث ثابت من حديث ابن عباس، وهو عنده بتلك الزيادة التي ذكرها الذهبي حديثا


(١) وسيأتي قريبًا برقم (١١٣١ ص ٥٥٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>