للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال الشارح في الكبير: في حديث معقل بن يسار زيد العمى، قال الذهبي في الضعفاء: ضعيف متماسك، وفي حديث عمير الليثي: شهر بن حوشب، ورواه البيهقي في الزهد بلفظ: "أي الأعمال أفضل؟ قال: الصبر والسماحة"، وقال الحافظ العراقي: ورواه أبو يعلى وابن حبان في الضعفاء من حديث جابر بلفظ: "سئل عن الإيمان. . . فذكره"، وفيه يوسف بن محمد بن المنكدر ضعفه الجمهور، ورواه أحمد من حديث عمرو بن عبسة (١) بلفظ: "ما الإيمان؟ قال: الصبر والسماحة وحسن الخلق" وإسناده صحيح، إلى هنا كلام الحافظ، وبه يعرف أن إهمال المصنف لرواية البيهقي مع صحة سندها وزيادة فائدتها غير جيد.

قلت: في هذا تعقب على المصنف والشارح، أما المصنف فإن الذي روى الحديث باللفظ المذكور هنا هو الديلمي من حديث معقل بن يسار فقال:

أخبرنا والدي أخبرنا أبو الحسن الميداني حدثنا أبو الفرج الطيبي حدثنا الحسن ابن عبد الرزاق أخبرنا أبو حاتم حدثنا عبدة بن عيسى أخبرنا الحجاج بن عثمان المروزي عن عبد العزيز بن الزبير عن زيد العمي عن معاوية بن قرة عن معقل ابن يسار قال: "قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: أفضل الإيمان الصبر والسماحة" (٢).

وورد بهذا اللفظ أيضًا من حديث الحسن البصري مرسلًا، أخرجه عبد اللَّه بن أحمد في زوائد الزهد، فقال:

حدثني بيان بن الحكم حدثنا محمد بن حاتم حدثني بشر بن الحارث أنبأنا عباد ابن العوام عن هشام -هو ابن حسان- عن الحسن "أن رجلًا أتى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال: أي الإيمان أفضل؟ قال: الصبر والسماحة".

أما عمير الليثي فرواه بلفظ: "الإيمان: الصبر والسماحة"، كذلك أخرجه جماعة وأسنده القشيري في الرسالة من طريق البخاري:


(١) هكذا في الأصل وفي فيض القدير عنبسة، والصحيح ما أثبتناه من الأصل.
(٢) انظر "الكنز" (٦٥٠٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>