الشارح إنما هو في سند حديث عمرو بن عبسة كما سيأتي.
الثاني: قوله: ورواه البيهقي في الزهد فإن يقتضي أنه خرجه من حديث عمير الليثي أيضًا، وليس كذلك بل خرجه من حديث عمرو بن عبسة الذي عزاه العراقي إلى أحمد من حديثه، قال البيهقي في الزهد:
أخبرنا أبو عبد اللَّه الحافظ أنبأنا أبو علي الحسين بن علي الحافظ أنبأنا عبد اللَّه ابن محمد بن بشر بن صالح الدينوري ثنا سعيد بن عمرو بن أبي سلمة ثنا أبي عن عمر بن يحيى بن الحارث الزماري عن أبيه عن القاسم بن عبد الرحمن عن كثير بن مرة الحضرمي عن عمرو بن عبسة السلمي قال:"أتيت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فقلت: من معك على هذا الأمر؟ قال: حرٌّ وعبد. قال: قلت: فأي الأعمال أفضل؟ قال: الصبر والسماحة وحسن الخلق. . . " الحديث
فهو عنده من حديث عمرو بن عبسة كما ترى لا من حديث عمير، وقال أحمد [٤/ ٣٨٥]:
حدثنا ابن نمير ثنا حجاج -يعني ابن دينار- عن محمد بن ذكوان عن شهر بن حوشب عن عمرو بن عبسة قال:"أتيت النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فقلت: يا رسول اللَّه من تبعك على هذا الأمر؟ قال: حر وعبد. قلت: ما الإسلام؟ قال: طيب الكلام وإطعام الطعام. قلت: ما الإيمان؟ قال: الصبر والسماحة. قلت: أي الإسلام أفضل؟ قال: من سلم المسلمون من لسانه ويده. . . " الحديث.
ورواه في موضع آخر من المسند من وجه آخر فقال:
حدثنا عبد الرزاق ثنا معمر عن أيوب عن أبي قلابة عن عمرو بن عبسة به.
ورواه ابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق [رقم ٦٠] من طريق حجاج بن دينار الذي رواه أحمد من طريقه أيضًا إلا أنه قال: عن محمد بن ذكوان عن عبيد ابن عمير عن عمرو بن عبسة أن رجلًا سأل النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال:"ما الإيمان؟ قال: الصبر والسماحة وخلق حسن".