ويؤيد هذا ما حكاه الشارح نفسه في الكبير عن ابن العربي أنه قال: مرضت وغشى عليَّ وعددت من الموتى فرأيت قومًا كرش المطر يريدون أذيتي، ورأيت شخصًا جميلًا طيب الرائحة شديدًا دفعهم عني حتى قهرهم، فقلت: من أنت؟ قال: سورة يس، فأفقت فإذا بأبي عند رأسي وهو يبكي ويقرأ يس وقد ختمها اهـ.
وأيضًا فإن الميت في حالة الاحتضار لا يكون غالبًا من أهل الفهم والتدبر لما هو فيه من ألم الموت وكربه وهوله، بل الشارح قد اختار الجمع وهو قراءتها على الميت بعد مفارقة الروح كما يفيده عموم لفظ الحديث ويصرح به حديث أبي الدرداء، فبطل التعليل بما قاله ابن القيم واعتمده الشارح.
٦٨٦/ ١٣٤٥ - "اقْرءوُا علَى من لقِيتُم من أُمَّتي السَّلامَ، الأول فالأول إلى يومِ القيامةِ".
الشيرازي في الألقاب عن أبي سعيد
قلت: في إيراد هذا الحديث أمران، أحدهما: أنه من رواية عبد اللَّه بن مسعود لا من حديث أبي سعيد الخدري.
قال الشيرازي:
أنبأنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب ثنا محمد بن الحسن بن الصباح ثنا سهل بن عبد اللَّه التسترى عن محمد بن سوار عن الحسن العرني عن الأشعث ابن طليق عن مرة الهمداني عن عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه قال:"جمعنا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في بيت ميمونة رضي اللَّه عها ونحن ثلاثون رجلًا فودعنا وسلم علينا ودعا لنا ووعظنا وقال: اقرءوا على من لقيتم. . . " الحديث، وهو مشهور من حديث عبد اللَّه بن مسعود، فلعل ذكر أبي سعيد وقع تحريفًا من النساخ أو سبق قلم من المصنف.
ثانيهما: أن هذا الحديث كذب موضوع مركب ما حدث به ابن مسعود ولا وقع