للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ثانيها: في نقله عن الذهبي الجزم بأن مكحولًا لم يلق أبا أمامة، والذهبي لم يجزم بذلك بل قال في المهذب عقب الحديث: قلت: مكحول، قيل: لم يلق أبا أمامة اهـ.

وهكذا قال جماعة من الحفاظ كالمنذري وابن القيم والسخاوي أعني: عبروا عن ذلك بصيغة التمريض لوجود الخلاف في سماعه من أبي أمامة وعدم وجود ما يدل على القطع بانتفائه يل في مسند الشاميين للطبراني التصريح بسماعه منه.

ثالثها: في سكوته عن تعليله ببرد بن سنان، فإن فيه مقالًا خفيفًا أورده من أجله الذهبي في الضعفاء، وأعله به ابن القيم فقال عقب الحديث ما نصه: لكن لهذا الحديث علتان، أحدهما: أن برد بن سنان قد تكلم فيه، وقد وثقه يحيى بن معين وغيره.

العلة الثانية: أن مكحولًا قد قيل: إنه لم يسمع من أبي أمامة، واللَّه أعلم اهـ.

رابعها: في تعقبه على المصنف الحكم بحسن الحديث، فإن كل هذا لا يضر ولا يؤثر في الحكم بحسنه، وقد حسنه الحافظ المنذري فقال: رواه البيهقي بإسناد حسن إلا أن مكحولًا قيل: لم يسمع من أبي أمامة اهـ.

وبيانه أن رجال الحديث كلهم ثقات، وبرد بن سنان لا يضر ما قيل فيه، فقد وثقه ابن معين ودحيم والنسائي وخراش، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال يزيد بن زريع: ما رأيت شاميًا أوثق من برد، وقال أبو زرعة وأبو حاتم وأبو داود: صدوق، وقال أحمد: صالح الحديث، ولم يصرح بضعفه إلا علي بن المديني وحده، ولعل ذلك لأجل المذهب فقد قيل: إنه كان يرى القدر وذلك غير ضائره في الرواية فلم يبق إلا مسألة الانقطاع بين مكحول وأبي أمامة وهي غير محققة، ثم لو كانت محققة فإن الحديث بشواهده الكثيرة يرتقي إلى الصحيح فضلًا عن الحسن.

<<  <  ج: ص:  >  >>