ضمام بن إسماعيل وهو ثقة اهـ.، وبذلك يعرف أن إطلاق رمز المصنف لضعفه غير جيد.
قلت: طرق الحديث كلها ترجع إلى موسى بن وردان، لأن ضمام بن إسماعيل رواه عن موسى بن وردان عن أبي هريرة، فكيف يكون فيه ضمام بن إسماعيل ولا يكون فيه موسى بن وردان؟ فإما أن يكون سقط من معجم أبي يعلى في نسخة الهيثمي، أو الهيثمي غفل عن ذكره، قال الحافظ أبو القاسم حمزة بن محمد الكناني في مجلس البطاقة أو غيره:
أخبرنا أبو عبد اللَّه محمد بن داود بن عثمان بن سعيد بن أسلم ثنا يحيى بن يزيد أبو شريك عن ضمام بن إسماعيل عن موسى بن وردان عن أبي هريرة عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- به:
ومن هذا الطريق أسنده ابن السبكي في "الطبقات" والكوراني في "إنباه الأنباه".
وقال الحافظ أبو القاسم عبد اللَّه بن محمد البغوي:
حدثنا سويد بن سعيد الحدثاني أبو محمد ثنا ضمام ثنا ضمام بن إسماعيل عن موسى بن وردان به.
ومن هذا الوجه أخرجه الخطيب في التاريخ.
على أن الحديث وإن كان من رواية موسى بن وردان فلا ينبغي أن يطلق عليه اسم الضعف، وقد قال عنه الحافظ المنذري: إسناده جيد قوي اهـ، لأن موسى ابن وردان قد وثقه أبو داود والعجلي ويعقوب بن سفيان، وقال آخرون: إنه كان صالحًا لا بأس به، وإنما تكلم فيه من جهة الخطإِ ورواية المناكير، لأنه كان قاصًا بمصر فكان القصص يحمله على ذلك كعادة القصاص، وقد احتج به الأربعة فلا ينبغي إطلاق الضعف على روايته إلا إذا انفرد وخالف، وليس في هذا الحديث إفراد ولا مخالفة، والمصنف اغتر بإخراج ابن عدي [٤/ ٣٩٤،